الكاردينال: لاتسألوني عن المسيحيين اسألوني عن العراق

.

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
30/11/2007 06:00 AM
GMT



نصب يوم الاحد الماضي الباطريارك عمانوئيل دلي كردينال في الفاتيكان وهذا منصب ديني رفيع يناله ابن الرافدين للطائفة الكاثوليكية . لاول مرة في التاريخ يصل العراق الى هذا المنصب .

الكاردينال دلي ولد 1927 في تلكيف شمال الموصل , اكمل دراسته الابتدائية في القرية المذكورة ثم التحق بمعهد الباطريارك في الموصل ثم الى روما حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الحق القانوني الكنسي . رسم مطرانا من قبل المرحوم الباطريارك شيخو وشغل منصب معاون باطريارك في زمن شيخو واستمر بنفس المنصب طيلة فترة المرحوم الباطريارك بيداويث ولم يغادر العراق طيلة الايام الصعبة في الحروب والحصار . كان يقوم بمهمامه بجادرة عندما كان الباطريارك بيداويث خارج العراق مما جعل الشعب يلتف حوله لم يترك رعيته يوما واحدا واهم ما يميزه روح المثابرة والصمود اتناء الازمات ,يمتلك دبلوماسية بروح فطنة عالية وهذا ما يميز القائد الكنسي ان يكون ناجحا في هذا الزمن الصعب .

حقيقة واضحة كل مركز ديني او علماني هو فخر للعراق ومن ثم فخر لشريحته وهذا ما قاله سيادة الكاردينال بنفسه , هذا موقع اعتزاز لكل الشعب العراقي . خدم الطائفة الكاثولوكية المتمثلة بالكنيسة الكلدانية . عاش الحياة الصعبة في العراق مع بقية ابناء شعبه ايام الحروب وايام الحصار . له موقف مشرف عندما تقدم الكنيسة خدمات صحية وغذائية يطالب ان تقسم الى كل الشعب العراقي بكل طوائفه واديانه هذا موقف اخلاقي كبير وكان له موقف اكبر من ذلك عندما صرح سابقى اخدم بلدي العراق حتى اخر لحظة من حياتي والموقف المشرف الاخر عندما سأله الصحفي قائلا : كيف احوال المسيحيين في العراق اجاب الكاردينال دلي :" لاتسألني عن المسيحيين السيارة المخخة لاتفرق بين المسيحي والمسلم والصبي واليزيدي اسالني كيف احوال العراق ؟." هذا موقف لم ينسى , التاريخ ينحت هذا الكلام في راس كل عراقي مهما كانت هويته ومرجعه الديني ونحن الان نطالب من كل رجل ديني عراقي ان يحذو حذوه .

بهذه المناسبة الكبيرة واثناء التكريم قال البابا هذا تكريما للشعب العراقي في هذه الظروف العسيرة . كما منح البابا "ان يحتفظ الكاردينال دلي بالبرنيطة الحمراء (شاشا) تكريما للتراث العراقي الكنسي خلافا لما تسير عليه اصول ومراسيم روما بتلبيس الكاردينال الشفقة الحمراء بشكل اخر يختلف عما يرتديه بقية الكاردينالات . الف هنيئا لك سيادة الكاردينال الجديد . انا واثقة ان الكاردينال دلي سيرجع الى العراق ويرفر غصن الزيتون بجمع شمل العائلة العراقية الواحدة من شماله الى جنوبه .

نعم حدث كبير لكل الشعب العراقي وانعكس ذلك بموقف الحكومة عندما ارسلت وفد رسمي مع الكاردينال يدعم سيادة الكاردينال في المنابر العالمية والخطوة الرائعة كان ضمن الوفد اناس اخرين من غير المسيحيين . وبهذه المناسبة انا اطالب كل فرد من افراد الحكومة العراقية ان تتخلى عن ممارساتها الطائفية المقيتة وتأخذ من الكاردينال عبرا تخدم العراق وتربي اجيال تقول انا العراق مع الاحتفاظ بهوية الطائفة والدين هوية شخصية بعيدة عن الممارسات السابقة في زمن الطغاة وزمن الحكومات التي تلتها بعد سقوط الصنم بغيره لانستطيع بناء العراق الجديد .